معلوم أن الإطناب والإسهاب يجمعهما إطالة الكلام غير أن الأول تكون إطالته مفيدة بخلاف الثاني .
فهل هما ضدان من هذه الوجهة ؟
لحمد لله وصلاة وسلامًا على رسوله ، أمّا بعدُ :
فقد عرّفَ البلاغيون الإطنابَ بأنه : كون الكلامِ زائدًا عمّا يُمكِنُ أن يؤدّى به من المعاني في مُعتادِ الفصحاء ، لفائدةٍ تُقصَدُ .
فاحترز بقوله : ( لفائدةٍ تُقصد ) من الإسهابِ ، وهو الزيادةُ بلا فائدةٍ مقصودةٍ غالبًا .
وقد فرّق العلماءُ بين مصطلحي الإطنابِ والإسهابِ ، فقالوا :
1 - إنّ الإطناب هو بسط الكلام لتكثير الفائدة، والإسهاب بسطه مع قلة الفائدة.
2 - إنّ الإطناب بلاغة ، والإسهابُ عيٌّ .
3 - إنّ الإطناب بمنزلة سلوك طريق بعيدة تحتوي على زيادة فائدة، والإسهاب بمنزلة سلوك ما يـبعد جهلا بما يقرب .
4 - وقد قال أهل البلاغة : الإطنابُ إذا لم يكن منه بُدٌّ فهو إيجازٌ .
منقول من مصدر على الشبكة