الفرق بين الذنب والقبيح
أن الذنب عند المتكلمين ينبئ عن كون المقدور مستحقا عليه العقاب وقد يكون قبيحا لا عقاب عليه كالقبح يقع من الطفل قالوا ولا يسمى ذلك ذنبا وإنما يسمى الذنب ذنبا لما يتبعه من الذم، وأصل الكلمة على قولهم الاتباع ومنه قيل ذنب الدابة لانه كالتابع لها والذنوب الدلو التي لها ذنب، ويجوز أن يقال إن الذنب يفيد أنه الرذل من الفعل الدنئ وسمي الذنب ذنبا لانه أرذل ما في صاحبه وعلى هذا إستعماله في الطفل حقيقة.
الفرق بين السوء والقبيح
أن السوء مأخوذ من أنه يسوء النفس بما قربه لها وقد يلتذ بالقبيح صاحبه كالزنا وشرب الخمر والغصب.
الفرق بين الفساد والقبيح
أن الفساد هو التغيير عن المقدار الذي تدعو إليه الحكمة والشاهد أنه نقيض الصلاح وهو الاستقامة على ما تدعو إليه الحمة وإذا قصر عن المقدار أو أفرط لم يصلح وإذا كان على المقدار أصلح والقبيح ما تزجر عنه الحكمة وليس فيه معنى المقدار.
الفرق بين الفساد والقبيح
قيل: الفرق بينهما أن الفساد تغيير عن المقدار الذي تدعو إليه الحكمة وليس كذلك القبيح، لانه ليس فيه معنى المقدار، وإنما هو ما تزجر عنه الحكمة، كما أن الحسن ما تدعو إليه الحكمة.
الفرق بين الوحش والقبيح
أن الوحش الهزيل وقد توحش الرجل إذا هزل وتوحش أيضا إذا تجوع فسمي القبيح المنظر بإسم الهزيل لان الهزيل قبيح، ويجوز أن يقال إن الوحش هو المتناهي في القباحة حتى يتوحش الناظر من النظر إليه ويكون الوحش على هذا التأويل بمعنى الموحش، وتوحش الرجل أيضا إذا تعرى، ويجوز أن يكون الوحش العاري من الحسن وهو شبيه بما تقدم من ذكر الهزال.