الفرق بين الخطأ واللاخطاء
قال أبوعبيدة: خطأ، وأخطأ: بمعنى واحد: لمن يذنب على غير عمد.وقال غيره: (خطأ) في الدين، و (أخطأ) في كل شيء عامدا كان أو غير عامد.وقيل: خطأ: إذا تعمد ما نهي عنه، فهو خاطئ.وأخطأ: إذا أراد الصواب فصار إلى غيره. قلت: ويناسب المعنى الاخير عبارة الدعاء في الصحيفة الشريفة: " أنا المسئ المعترف الخاطئ ". فإنه عليه السلام أراد الاقرار على نفسه بالمعاصي متعمدا بقرينة ما بعده، وهو قوله عليه السلام: " أنا الذي عصاك متعمدا ".وقوله تعالى حكاية عن المؤمنين: " ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا ". فإن المراد: المعاصي الواقعة عن عمد، لان الصادر عن غير عمد لا مؤاخذة عليه، فلا يناسبه استدعاء المغفرة مع أنه قد سبق سؤال عدم المؤاخذة عليه في قولهم: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " .
الفرق بين الخطأ والخطاء
أن الخطأ هو أن يقصد الشيء فيصيب غيره ولا يطلق إلا في القبيح فإذا قيد جاز أن يكون حسنا مثل أن يقصد القبيح فيصيب الحسن فيقال أخطأ ما أراد وإن لم يأت قبيحا، والخطاء تعمد الخطأ فلا يكون إلا قبيحا والمصيب مثل المخطئ إذا أطلق لم يكن إلا ممدوحا وإذا قيد جاز أن يكون مذموما كقولك مصيب في رميه وإن كان رميه قبيحا فالصواب لا يكون إلا حسنا والاصابة تكون حسنة وقبيحة والخاطئ في الدين لا يكون إلا عاصيا لانه قد زل عنه لقصده غيره، والمخطئ يخالفه لانه قد زل عما قصد منه وكذلك يكون المخطئ من طريق الاجتهاد مطيعا لانه قصد الحق وإجتهد في إصابته.
الفرق بين الخطأ والذنب
الفرق بينهما أن الذنب يطلق على ما يقصد بالذات، وكذا السيئة والخطيئة تغلب على ما يقصد بالعرض، لانها من الخطأ، كمن رمى صيدا فأصاب إنسانا، أو شرب مسكرا فجنى جناية في سكره. * وقيل: الخطيئة: السيئة الكبيرة، لان الخطأ بالصغيرة أنسب والسوء بالكبيرة ألصق *.وقيل الخطيئة ما كان بين الانسان وبين الله تعالى، والسيئة ما كان بينه وبين العباد .
الفرق بين الغلط والخطأ
أن الغلط هو وضع الشيء في غير موضعه ويجوز أن يكون صوابا في نفسه، والخطأ لا يكون ثوابا على وجه، مثال ذلك أن سائلا لو سأل عن دليل حديث الاعراض فاجيب بأنها لا تخلو من المتعاقبات ولم يوجد قبلها كان ذلك خطأ لان الاعراض لا يصح ذلك فيها، ولو اجيب بأنها على ضربين منها ما يبقى ومنها ما لا يبقى كان ذلك غلطا ولم يكن خطأ لان الاعراض هذه صفتها إلا أنك قد وضعت هذا الوصف لها في غير موضعه، ولو كان خطأ لكان الاعراض لم تكن هذه حالها لان الخطأ ما كان الصواب خلافه وليس الغلط ما يكون الصواب خلافه بل هو وضع الشيء في غير موضعه، وقال بعضهم الغلط أن يسهى عن ترتيب الشيء وإحكامه والخطأ أن يسهى عن فعله أو أن يوقعه من غير قصد له ولكن لغيره.
الفرق بين اللحن والخطأ
أن اللحن صرفك الكلام عن جهته ثم صار إسما لازما لمخالفة الاعراب، والخطأ إصابة خلاف ما يقصد وقد يكون في القول والفعل، واللحن لا يكون إلا في القول تقول لحن في كلامه ولا يقال لحن في فعله كما يقال أخطأ في فعله إلا على إستعارة بعيدة، ولحن القول ما دل عليه القول وفي القرآن \" ولتعرفنهم في لحن القول \" وقال إبن الانباري: لحن القول معنى القول ومذهبه واللحن أيضا اللغة يقال هذا بلحن اليمن، واللحن بالتحريك الفطنة ومنه قوله عليه السلام فلعل بعضكم ألحن بحجته.