الفرق بين القدر والقضاء
أن القدر هو وجود الافعال على مقدار الحاجة إليها والكفاية لما فعلت من أجله ويجوز أن يكون القدر هو الوجه الذي أردت إيقاع المراد عليه، والمقدر الموجد له على ذلك الوجه، وقيل أصل القدر هو وجود الفعل على مقدار ما أراده الفاعل، وحقيقة ذلك في أفعال الله تعالى وجودها على مقدار المصلحة، والقضاء هو فصل الامر على التمام.
الفرق بين القدر والقضاء
القضاء عبارة عن وجود الصور العقلية لجميع الموجودات بإبداعه سبحانه إياها في العالم العقلي على الوجه الاكمل بلا زمان على ترتيبها الطولي الذي هو باعتبار سلسلة العلل والمعلومات.والعرضي: الذي باعتبار سلسلة الزمانيات والمعدات بحسب مقارنة جزئيات الطبيعة المنتشرة في أفراد أحزاء الزمان، كما قال تعالى: \" وإن من شيء إلا عندنا خزائنه \".والقدر: عبارة عن ثبوت جميع الموجودات في العالم النفسي الفلكي على الوجه الجزئي مطابقة لما في مواردها الخارجية الشخصية مستندة إلى أسبابها الجزئية واجبة بها، لازمة لاوقاتها المعينة. كما قال عزوجل: \" وما ننزله إلا بقدر معلوم \". كذا حققه المحقق الكاشي في (عين اليقين) *.وقال الراغب: القضاء من الله أخص من القدر: لان القضاء: الفصل، والقدر: هو التقدير.وذكر بعض العلماء أن القدر بمنزلة المقدر للكيل، والقضاء بمنزلة الكيل.وقد سبق في باب الالف عند ذكر الفرق بين الارادة والمشيئة كلام في هذا الباب به يتضح المرام، وينكشف المقام، فارجع إليه.
الفرق بين القضاء والحكم
أن القضاء يقتضي فصل الامر على التمام من قولك قضاه إذا أتمه وقطع عمله ومنه قوله تعالى " ثم قضى أجلا " أي فصل الحكم به " وقضينا إلى بني إسرائيل " أي فصلنا الاعلام به وقال تعالى " قضينا عليه الموت " أي فصلنا أمر موته " فقضاهن سبع سماوات في يومين " أي فصل الامر به، والحكم يقتضي المنع عن الخصومة من قولك أحكمته إذا منعته قال الشاعر: إني أخاف عليكم أن أغضبا أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم ويجوز أن يقال الحكم فصل الامر على الاحكام بما يقتضيه العقل والشرع فإذا قيل حكم بالباطل فمعناه أنه جعل الباطل موضع الحق، ويستعمل الحكم في مواضع لا يستعمل فيها القضاء كقولك حكم هذا كحكم هذا أي هما متماثلان في السبب أو العلة أو نحو ذلك وأحكام الاشياء تنقسم قسمين حكم يرد إلى أصل وحكم لا يرد إلى أصل لانه أول في بابه.