الفرق بين العفو والصفح
هما بمعنى في اللغة.وقال الراغب: الصفح: ترك التثريب، وهو أبلغ من العفو وقد يعفو الانسان ولا يصفح.وقال البيصاوي: العفو ترك عقوبة المذنب، والصفح: ترك لومه. قلت: ويدل عليه قوله تعالى: " فاعفوا واصفحوا ". ترقيا في الامر بمكارم الاخلاق من الحسن إلى الاحسن، ومن الفضل إلى الافضل.
الفرق بين العفو والعافية والمعافاة
قيل: الاول هو التجاوز عن الذنوب ومحوها. الثاني: دفاع الله سبحانه الاسقام والبلايا عن العبد.وهو اسم من عافاه الله وأعفاه، وضع موضع المصدر.والثالث: أن يعافيك الله عن الناس ويعافيهم عنك، أي: يغنيك عنهم ويغنيهم عنك، ويصرف أذاهم عنك وأذاك عنهم.
الفرق بين العفو والمغفرة
قد فرق بينهما بأن العفو: ترك العقاب على الذنب، والمغفرة: تغطية الذنب بإيجاب المثوبة.ولذلك كثرت المغفرة من صفات الله تعالى دون صفات العباد، فلا يقال: استغفر السلطان كما يقال: استغفر الله.وقيل: العفو: إسقاط العذاب.والمغفرة أن يستر عليه بعد ذلك جرمه صونا له عن عذاب الخزي والفضيحة، فإن الخلاص من عذاب النار إنما يطلب إذا حصل عقيبه الخلاص من عذاب الفضيحة. فالعفو: إسقاط العذاب الجسماني.والمغفرة: إسقاط العذاب الروحاني، والتجاوز يعمهما.وقال الغزالي: في العفو مبالغة ليست في الغفور، فإن الغفران ينبئ عن الستر والعفو ينبئ عن المحو، وهو أبلغ من الستر، لان السبر للشيء قد يحصل مع إبقاء أصله، بخلاف المحو فإنه إزالته جملة ورأسا.
الفرق بين الغفران والعفو
أن الغفران يقتضي إسقاط العقاب وإسقاط العقاب هو إيجاب الثواب فلا يستحق الغفران إلا المؤمن المستحق للثواب، وهذا لا يستعمل إلا في الله فيقال غفر الله لك ولا يقال غفر زيد لك إلا شاذا قليلا والشاهد على شذوذه أنه لا يتصرف في صفات العبد كما يتصرف في صفات الله تعالى، ألا ترى أنه يقال إستغفرت الله تعالى ولا يقال إستغفرت زيدا.والعفو يقتضي إسقاط اللوم والذم ولا يقتضي إيجاب الثواب، ولهذا يستعمل في العبد فيقال عفا زيد عن عمرو وإذا عفا عنه لم يجب عليه إثابته، إلا أن العفو والغفران لما تقارب معناهما تداخلا واستعملا في صفات الله جل إسمه على وجه واحد فيقال عفا الله عنه وغفر له بمعنى واحد، وما تعدى به اللفظان يدل على ما قلنا وذلك أنك تقول عفا عنه فيقتضي ذلك إزالة شيء عنه وتقول غفر له فيقتضي ذلك إثبات شيء له.