الفرق بين الشبه والشبيه
أن الشبه أعم من الشبيه ألا تراهم يستعملون الشبه في كل شيء، وقلما يستعمل الشبية إلا في المتجانسين تقول زيد يشته الاسد أو شبه الكلب، ولا يكادون يقولون شبيه الاسد وشبيه الكلب ويقولون زيد شبيه عمرو لان باب فعيل حكمه أن يكون إسم الفاعل الذي يأتي فعله على فعل ولا يأتي ذلك في الصفات فإذا قلت زيد شبيه عمرو فقد بالغت في تشبيهه به وأجريته مجرى ما ثبت لنفسه وإضافته إليه إضافة صحيحة، وإذا قلت زيد شبه عمرو وعمرو شبه الاسد فهو على الانفصال أي شبه لعمرو وشبه للاسد لانه نكرة وكذلك المثل، ولهذا تدخل عليه رب وإن أضيف إلى الكاف قال الشاعر: بيضاء قد متعتها بطلاق يا رب مثلك في النساء غريزة فأدخل رب على مثلك ولا تدخل رب إلا على النكرات، وأما الشبه فمصدر سمي به يقال الشبه بينهما ظاهر وفي فلان شبه من فلان ولا يقال فلان شبه، والشبه عند الفقهاء الصفة التي إذا اشترك فيها الاصل والفرع وجب اشتراكهما في الحكم، وعند المتكلمين ما إذا اشترك فيه إثنان كانا مثلين، وكذلك الفرق بين العدل والعديل سواء، وذلك أن العدل أعم من العديل وما كان أعم فأنه أخص بالنكرة فهو للجنس وغير الجنس تقول عمرو عدل وزيد عديله وعدل الاسد ولا يقال عديله، وقال بعض النحويين مثل وغير وشبه وسوى لا تتعرف بالاضافة وإن اضيفت إلى المعرفة للزوم الاضافة لمعناها وغلبتها على لفظها وذلك أنك إذا قلت هذا المثل لم تخرجه عن أن يكون له مثل آخر ولا يكاد يستعمل إلا على الاضافة حتى ذكر بعض النحويين أنه لا يجوز الغير إنما تقول غيرك وغير زيد ونحو هذا، وشبيهك معرفة وشبهك نكرة تقول مررت برجل شبهك على الصفة ولا يجوز برجل شبيهك لان شبيها معرفة ورجل نكرة ولا يوصف نكرة بمعرفة ولا معرفة بنكرة، والدليل على أن شبيهك نكرة وإن أضفته إلى الكاف أنه يكون صفة لنكرة والمراد به الانفصال ولا يجوز شبه بك كما يجوز شبيه بك وذلك أن معنى شبيه بك المعروف بشبهك فأما شبهك فبمنزلة مثلك عرف بشبهه أو لم يعرف.
الفرق بين الشبه والمثل
أن الشبه يستعمل فيما يشاهد فيقال السواد شبه السواد ولا يقال القدرة كما يقال مثلها.وليس في الكلام شيء يصلح في المماثلة إلا الكاف والمثل، فأما الشبه والنظير فهما من جنس المثل ولهذا قال الله تعالى " ليس كمثله شيء " فأدخل الكاف على المثل وهما الاسمان اللذان جعلا للمماثلة فنفى بهما الشبه عن نفسه فأكد النفي بذلك.
الفرق بين الشكل والشبه
قال الراغب: الشكل في الهيئة والصورة والقدر والمساحة.والشبه في الكيفية، والتساوي في الكمية فقط، والمثل عام في ذلك كله.وقوله تعالى: \" واخر من شكله أزواج \". أي مثل له في الهيئة وتعاطي الفعل.انتهى.