الفرق بين الارب والعقل
أن قولنا الارب يفيد وفور العقل من قولهم عظم مؤرب إذا كان عليه لحم كثير وافر، وقدح أريب وهو المعلى وذلك أنه يأخذ النصيب المؤرب أي الوافر.
الفرق بين الحجا والعقل
أن الحجا هو ثبات العقل من قولهم تحجي بالمكان إذا قام به.
الفرق بين الذهن والعقل
أن الذهن هو نقيض سوء الفهم وهو عبارة عن وجود الحفظ لما يتعلقه الانسان ولا يوصف الله به لانه لا يوصف بالتعلم.
الفرق بين العقل والعلم
أن العقل هو العلم الاول الذي يزجر عن القبائح وكل من كان زاجره أقوى كان أعقل، وقال بعضهم العقل يمنع صاحبه عن الوقوع في القبيح وهو من قولك عقل البعير إذا شده فمنعه من أن يثور ولهذا لا يوصف الله تعالى به، وقال بعضهم العقل الحفظ يقال أعقلت دراهمي أي حفظتها وأنشد قول لبيد: ولقد أفلح من كان عقل وأعقلي إن كنت لما تعقلي قال ومن هذا الوجه يجوز أن يقال إن الله عاقل كما يقال له حافظ إلا أنه لم يستعمل فيه ذلك، وقيل العاقل يفيد معنى الحصر والحبس، وعقل الصبي إذا وجد له من المعارف ما يفارق به حدود الصبيان وسميت المعارف التي تحصر معلوماته عقلا لانها أوائل العلوم ألا ترى أنه يقال للمخاطب اعقل ما يقال لك أي احصر معرفته لئلا يذهب عنك، وخلاف العقل الحمق وخلاف العلم الجهل، وقيل لعاقلة الرجل عاقلة لانهم يحبسون عليه حياته، والعقال ما يحبس الناقة عن الانبعاث، قال وهذا أحب إلي في حد العقل من قولهم هو علم بقبح القبائح والمنع من ركوبها لان في أهل الجنة عقلا لا يشتهون القبائح وليست علومهم منعا، ولو كان العقل منعا لكان الله تعالى عاقلا لذاته وكنا معقولين لانه الذي منعنا، وقد يكون الانسان عاقلا كاملا مع ارتكابه القبائح، ولما لم يجز أن يوصف الله بأن له علوما حصرت معلوماته لم يجز أن يسمى عاقلا وذلك أنه عالم لذاته بما لا نهاية له من المعلومات، ولهذه العلة لم يجز أن يقال إن الله معقول لنا لانه لا يكون محصورا بعلومنا كما لا تحيط به علومنا.
الفرق بين اللب والعقل
أن قولنا اللب يفيد أنه من خالص صفات الموصوف به، والعقل يفيد أنه يحصر معلومات الموصوف به فهو مفارق له من هذا الوجه، ولباب الشيء ولبه خالصه ولما لم يجز أن يوصف الله تعالى بمعان بعضها أخلص من بعض لم يجز أن يوصف باللب
الفرق بين العقل والنفس والروح
قال بعض المحققين: العقل جوهر مجرد عن المادة، وهو الذي يدرك المعاني الكلية والحقائق المعنوية. مشتق من عقل البعير عقلا إذا شده، سمي به، لانه يمنع صاحبه عن ارتكاب مالا ينبغي، مثل العقال. وهذا الجوهر سمي نفسا باعتبار تعلقه بالبدن، وهي النفس الناطقة، ويسمى عقلا باعتبار نسبته إلى عالم القدس لما فيه من معنى الاشتقاق. قال بعض الافاضل: العقل يطلق في كلام العلماء على عشرة معان.وفي الاحاديث على ثلاثة معان: أحدها: الطبيعة التي خص بها الانسان يميز بها بين الخير والشر.ويقابلها الجنون، وأدنى مرتبه مناط التكليف، وهو موجود في المؤمن والكافر.وثانيها: الطبيعة التي بها مناط السعادة الاخروية، وهي القوة الداعية إلى الخيرات الصارفة عن اكتساب السيئات.وإليه أشار الصادق عليه السلام بقوله: " من كان عاقلا كان له دين، ومن كان له دين دخل الجنة. " وقوله عليه السلام: " العقل: ما عبد به الرحمان واكتسب به الجنان ".وثالثها: ما كان بمعنى العلم أخذا من التعقل وهو المعنى المقابل للجهل. كما في قول الرضا عليه السلام: " صديق كل امرئ عقله، وعدوه جهله ".ومثله حديث العقل، وجنوده، والجهل وجنوده.وأما النفس: فتطلق على النفس الناطقة كما عرفت، وهي المعبر عنها بقولك: (أنا).وهي التي عنى الله سبحانه بقوله تعالى: " أن النفس بالنفس ".وعلى العقل كما عرفت باعتبار تعلقه بالبدن، وهي النفس الناطقة.وعلى القوة الداعية إلى الشرور، والموقعة صاحبها في المحذور.وهي التي عنى الله سبحانه بقوله: " إن النفس لامارة بالسوء ".وعلى الروح أيضا، كما ورد في الاخبار، وكما ورد في حسنة إدريس القمي قال: سمعت أبا عبدالله يقول: إن الله عزوجل يأمر ملك الموت برد نفس المؤمن ليهون عليه ويخرجها من أحسن وجهها فيحصل من ذلك أن للعقل ثلاثة إطلاقات، وللنفس أربعة.وإن كلا منهما يطلق على الآخر في مادة وتنفرد النفس في ثلاث، فيكون بينهما عموم وخصوص من وجه.وأما الروح: فهي ما به الحياة.وقد تطلق على النفس أيضا. قلت: ويؤيد هذا الفرق ما رواه العياشي عن الباقر عليه السلام في تفسير قوله تعالى: " الله يتوفى الانفس حين موتها و التي لم تمت في منامها " قال: " ما من أحد ينام إلا عرجت نفسه إلى السماء وبقيت روحه في بدنه وصار بينهما سبب كشعاع الشمس، فإن أذن الله في قبض روح أجابت الروح النفس.وإن أذن الله في رد الروح أجابت النفس الروح." الحديث.والظاهر أن المراد برد الروح إبقاؤها في البدن.وقال بعض المفسرين في تفسير الآية: إن التوفي مستعمل في الاول حقيقة، وفي الثاني مجازا.والتي تتوفى عند الموت هي نفس الحياة التي إذا زالت زالت معها النفس، والتي تتوفى عند النوم هي النفس التي بها العقل، والتمييز، وهي التي تفارق النائم فلا يعقل.والفرق بين قبض النوم وقبض الموت أن قبض النوم يضاد اليقظة وقبض الموت يضاد الحياة.
الفرق بين النهى والعقل
أن النهى هو النهاية في المعارف التي لا يحتاج إليها في مفارقة الاطفال ومن يجري مجراهم وهي جمع واحدها النهية ويجوز أن يقال إنها تفيد أن الموصوف بها يصلح أن ينتهي إلى رأيه، وسمي الغدير نهيا لان السيل ينتهي إليه، والتنهية المكان الذي ينتهي إليه السيل والجمع التناهي وجمع النهي أنه وأنهاء.