الفرق بين الدعاء والامر
قال الطبرسي: الفرق بين الدعاء والامر أن في الامر ترغيبا في الفعل، وزجرا عن تركه، وله صيغة تنبئ عنه، وليس كذلك الدعاء، وكلاهما طلب.وأيضا فإن الامر يقتضي أن يكون المأمور دون الامر في الرتبة.والدعاء يقتضي أن يكون فوقه.
الفرق بين المسألة والدعاء
أن المسألة يقارنها الخضوع والاستكالة ولهذا قالوا المسألة ممن دونك والامر ممن فوقك والطلب ممن يساويك، فأما قوله تعالى \" ولا يسألكم أموالكم \" فهو يجري مجرى الرفق في الكلام واستعطاف السامع به ومثله قوله تعالى \" إن تقرضوا الله قرضا حسنا \" فأما قول الحصين بن المنذر ليزيد بن المهلب والحصين بن حيدة: وكان من التوفيق قتل إبن هاشم أمرتك أمرا جازما فعصيتني فهو على وجه الازدراء بالمخاطب والتخطئة له ليقبل لرأيه الا دلال عليه أو غير ذلك مما يجري مجراه، والامر في هذا الموضع هو المشورة وسميت المشورة أمرا لانها على صيغة الامر ومعلوم أن التابع لا يأمر المتبوع ثم يعنفه على مخالفته أمره، لا يجوز ذلك في باب الدين والدنيا ألا ترى أنه لا يجوز أن يقال إن المسكين أمر الامير بإطعامه وإن كان المسكين أفضل من الامير في الدين، والدعاء إذا كان لله تعالى فهو مثل المسألد معه إستكانة وخضوع وإذا كان لغير الله جاز أن يكون معه خضوع وجاز أن لا يكون معه ذلك كدعاء النبي صلى الله عليه وسلم أبا جهل إلى الاسلام لم يكن فيه إستكانة، ويعدى هذا الضرب من الدعاء بإلى فيقال دعاه إليه، وفي الضرب الاول بالباء فيقال دعاه به تقول دعوت الله بكذا ولا تقول دعوته إليه لان فيه معنى مطالبته به وقوده إليه.
الفرق بين النداء والدعاء
أن النداء هو رفع الصوت بماله معنى والعربي يقول لصاحبه ناد معي ليكون ذلك أندى لصوتنا أي أبعد له، والدعاء يكون برفع الصوت وخفضه يقال دعوته من بعيد ودعوت الله في نفسي ولا يقال ناديته في نفسي، وأصل الدعاء طلب الفعل دعا يدعو وادعى ادعاء لانه يدعو إلى مذهب من غير دليل، وتداعى البناء يدعو بعضه بعضا إلى السقوط، والدعوى مطالبة الرجل بمال يدعو إلى أن يعطاه، وفي القرآن \" تدعو من أدبر وتولى \" أي يأخذه بالعذاب كأنه يدعوه إليه.
الفرق بين النداء والدعاء
الاول قد يكون بعلامة من غير صوت ولا كلام، ولكن بإشارة تنئ عن معنى: تعال، ولا يكون النداء إلا برفع الصوت، وامتداده. قاله الطبرسي. قلت: ولذا لا يسند النداء إلى الله سبحانه بخلاف الدعاء قال تعالى: \" والله يدعوا إلى دار السلام \"، \" والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة \".